مقترحات البحث الأشكال والخرائط الصور المحتويات

مقاتل من الصحراء

إدارة التحالـــف - القسم الأول (تابع)

          تُعدّ مصر من أهم الدول العربية والإسلامية التي أرسلت قواتها إلى المملكة. وفضلاً عن أنها حليفنا التقليدي، فإني، شخصياً، كنت ولا أزال معجباً بها. فقبل غزو صدّام الكويت تعاون الملك فهد والرئيس مبارك في صورة وثيقة لنزع فتيل النزاع العراقي - الكويتي. ثم قادا معاً، بعد ذلك، المعارضة العربية ضد عدوان صدّام وفي الحقيقة، كـما ذكرت من قبل، كانت المملكة ومصروسوريا، بعد انضمامها إليهما، العمود الفقري للتحالف. ولولا هذه الدول الثلاث، لأضحت المساندة العسكرية الغربية غير مجدية.

          أرسل إلينا المصريون فوراً، وفاءً بالتزامهم، وحدات متقِّدمة من فوج قوات خاصة. وبوصول هذه الوحدات جواً، أصبحت القوات المصرية من أولى القوات التي وصلت إلى المملكة. ولكن تلك القوات كانت خفيفة التسليح ولم يكن في استطاعتها صد أي هجوم عراقي مدرع. وقدّرت أن أفضل استخدام لها أن تعمل خلف خطوط العدو. وبعد فترة، تبعتها في الوصول إلى المملكة الفِرقة الثالثة مشاة آلية ولواء مدفعية ميدان، ثم الفِرقة الرابعة المدرعة، وهي من أفضل الفِرق في القوات المسلحة المصرية. وأذكر أنني في 22 سبتمبر ذهبت إلى ميناء ينبع ، وهو ميناء جديد على البحر الأحمر، لاستقبال ثلاث سفن سعودية تحمل الطلائع الأولى من فِرقة المشاة الآلية المصرية، بما فيها من دبابات، وناقلات جنود مدرعة، ومدفعية، وراجمات صواريخ.

          وقبل وصول الفِرق المصرية بأسابيع قليلة، أجريتُ محادثات مكثّفة مع عدد من كبار الضباط المصريين الذين قَدِموا لزيارة المملكة. وشَكّلتُ لجنتين، الأولى لإعداد ترتيبات الإمداد والتموين، والأخرى تختص بالعمليات، بما في ذلك انتقال القوات إلى المملكة. كان اللواء أركان حرب محمد حسين طنطاوي، رئيس هيئة العمليات، على رأس الفريق المصري، وهو رجل ودود ومتعاون إلى أقصى حد. وظل اللواء طنطاوي، خلال الأزمة، حلقة الوصل الرئيسية بيني وبين الفريق صفي الدين أبوشناف، رئيس هيئة أركان حرب القوات المصرية، وهو ضابط قدير قوي الشخصية. كما ظل حلقة الوصل بيني وبين الفريق أول يوسف صبري أبو طالب، وزير الدفاع (وقد تقلد اللواء طنطاوي منصب وزير الدفاع بعد حرب الخليج). وثمة ضابطان مصريان متميزان تعاملت معهما كثيراً، هما اللواء أركان حرب محمد عمر سليمان، مدير إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، الذي كان محط إعجابي وتقديري (واختير، فيما بعد، ليكون رئيساً للمخابرات العامة)، واللواء أركان حرب محمد علي بلال ، قائد القوات المصرية في المملكة خلال مرحلة الإعداد لعملية درع الصحراء. ويتمتع اللواء بلال بكفاءة إدارية عالية، وكان يحصل على كل ما يريد بفضل لباقته وحسن تصرّفه. وقد أحسن المصريون صنعاً بإرساله في وقت مبكر كي يتخذ كامل الترتيبات الخاصة باستقبال قواتهم. وقد ترك اللواء بلال انطباعاً طيباً لدى الأمير سلطان.

          كنت، بطبيعة الحال، مهتماً أشد الاهتمام بمعرفة مدى قبول المصريين للعمل تحت القيادة السعودية. وكم كنت سعيداً عندما كانت إجابتهم بالموافقة دون أدنى تحفظ! أردت أن أعرف أيضاً مدى موافقتهم على التخطيط المشترك مع الأمريكيين، فوجدت أنهم لا يرون مانعاً في ذلك، إذ سبق لهم التدريب مع القوات الأمريكية لسنوات عدة. والأهم من ذلك كله، أردت معرفة عدد القوات التي قرّروا إرسالها إلى المملكة، والموعد المتوقع لوصولها.

          وعقدت اجتماعاً مغلقاً وفريداً في نوعه إلى حدٍّ ما، للبحث في هذا الموضوع مع اللواء طنطاوي. فالالتزام المصري المعلَن هو إرسال فِرقة واحدة فقط، لكني سمعت من الأمير سلطان أن الرئيس مبارك أخبره أنه من الممكن إرسال فِرقتين، لا فِرقة واحدة، وهذا ما أردت معرفته والتأكد منه. ومع ذلك، لم أتحقق آنذاك إن كان اللواء طنطاوي على علم باقتراح الرئيس مبارك أو إن كان في وسعي أن أحدثه مباشرة في الموضوع. لذلك اكتفيت، من جانبي، بالتلميح فقط. ولم يشأ، من جانبه، التعليق. ولعله كان يعرف بموضوع الفِرقتين وظن أنني أجهله، مما دعاه إلى اتخاذ جانب الحذر للحفاظ على سرِّية الأمر. قضينا نصف ساعة ندور حول هذه النقطة بطريقة جدّ مهذبة، من دون أن يتطرق أحدنا إلى الأمر مباشرة.

          قلت له، أخيراً، إننا نود لو أن لنا حرية طلب المزيد من القوات المصرية إذا دعت الحاجة إلى ذلك. فأجاب بأن لديه تعليمات من الرئيس مفادها أن مصر مستعدة لتقديم كل ما في وسعها. كنت أعلم أن مثل هذه الردود تقال عادة في مقام المجاملات، ولا تعني معنىً حقيقياً، لذلك لم أسعد لها تماماً. فما كنت أود معرفته صراحةً هو هل في استطاعتي الاعتماد على وصول فِرقتين مصريتين أم لا؟ لأن وصول مثل هاتين الفِرقتين يحتاج إلى ترتيبات خاصة لاستقبالهما.

          ولَمـّا عجزت عن انتزاع إجابة صريحة من اللواء طنطاوي، اتصلت هاتفياً بالأمير سلطان أسأله عن اقتراح الرئيس مبارك في شأن القوات تحديداً. فنصحني بالتخطيط لوصول الفِرقة المصرية الأخرى، لكنه أضاف " إننا لا نريد أن نعلن هذا في الوقت الحاضر. وسوف نفعل ذلك في الوقت المناسب ". وهذا ما حدث بالفعل. إذ لـم يمضِ وقت طويل حتى وصلت الفِرقة المصرية الأخرى، وهي الفِرقة الرابعة المدرعة.

          لم ترسل مصر وحدات جوية في صحبة قواتها البرية، ولعل السبب في ذلك يرجع إلى خطأ ارتكبتُه من دون قصد. ففي وقت سابق جاءني اللواء أركان حرب صلاح حلبي، الذي تولى قيادة القوات المصرية خلَفاً للواء بلال، وسألني إن كان في وسع مصر أن ترسل سرباً من الطائرات المقاتلة، أعتقد أنها من طراز f-16، فأخبرته بأننا نتوقع وصول أكثر من 1500 طائرة مقاتلة من دول أخرى، وأن هذا العدد سَيعقّد مشاكل القيادة والسيطرة. وأوضحت له مخاوفي من احتمال وقوع مصادمات جوية أو حوادث أخرى. ويبدو أن اللواء حلبي فهم ملاحظاتي على أنها تلميح مهذب بألاّ تزيد مصر من أعبائنا بإرسالها مزيداً من الطائرات. وفي الحقيقة، فقد أخبرنا المصريين، بعد ذلك، بأننا على استعداد لاستقبال طائراتهم. واتخذنا الترتيبات اللازمة لإشراكها في التدريبات الجوية التي كانت ستزوِّد الطيارين المصريين بخبرة مفيدة. لكن الطائرات المصرية لم تصل قط، ربما كان ذلك نتيجة لملاحظاتي السابقة التي أسفت عليها.

          دهشت حين أخبرني المصريون، والسوريون من بعدهم، أن وحداتهم جاهزة للتحرك، وأنهم ينتظرون منّا أن نرسل لهم وسائل النقل. فاتصلت بشوارتزكوف لأعرف مدى استعداده للمساعدة على عملية النقل، على الرغم من علمي أن الأمريكيين أنفسهم كانوا يعانون نقصاً حاداً في وسائل النقل البحرية، دفعهم إلى استئجار عددٍ كبير من سفن الشحن من الشركات الأوربية. ولكني استطعت، بعد إجراء اتصالات عاجلة، توفير عدد كافٍ من السفن السعودية لإنجاز هذه المهمة.

          وقعت حادثة مؤسفة حينئذ لم ينشر، حسب علمي، أي خبر عنها. فقد طلب المصريون والسوريون منـّا حماية قواتهم أثناء رحلتها إلى شواطئنا. وأعتقد أنهم كانوا يخشون تعرض السفن التي تنقل قواتهم لهجوم إسرائيلي، أو هجوم عراقي يشنّ من الأراضي العراقية أو الأردنية. وفي رأيي الخاص، أنهم حرصاً على سلامة قواتهم، كانوا يسعون لتأمين قدرٍ من الحماية لها أكثر مما يستدعيه الموقف، إذ كان في وسعهم تأمين حمايتها، على الأقل، حتى دخولها مياهنا الإقليمية. كما أعتقد أنهم توقعوا منّي، من خلال قيادة القوات المشتركة، توفير حماية أمريكية لقواتهم. فقد كانت لدى الأمريكيين مجموعتان من حاملات الطائرات في البحـر الأحمر، وطائرات مقاتلة تقوم بأعمال الدورية على مدى 24 ساعة كل يوم.

          نقلت إلى شوارتزكوف طلب المصريين والسوريين. وبعد مناقشات مستفيضة، تقرر أن تتولى المملكة نقلهم، بينما تتولى الولايات المتحدة حمايتهم. وحصل شوارتزكوف على موافقة حكومته على هذا الاتفاق، ثم أصدر أوامره بذلك. أمّا نحن، فأجرينا اتصالات مكّثفة لتأمين النقل. وأخبرنا الأمريكيين فور إبحار السفن التي تنقل القوات المصرية، ليتولوا حمايتها حتى تصل إلى نقطة تصبح قواتنا البحرية عندها قادرة على الاضطلاع بهذه المهمة.

          بدا أن كل شيء يسير طبقاً للخطة، غير أنني تلقيت، بعد يوم أو بعض يوم، مكالمة متوترة من القاهرة فبعد مضيّ 24 ساعة من إبحار السفن، وهي تحمل لواءً مصرياً، تعرضت لهجوم شنته طائرتان أمريكيتان انطلقتا من حاملات الطائرات في البحرالأحمر. كانت هاتان الطائرتان من الطائرات المكلَّفة بحماية القوات المصرية. ومن الواضح أن الطيارين الأمريكيين فتحا النار على السفن لعدم تمكنهما من تحديد هويتها. أو ربما أطلقا طلقات تحذيرية، جاءت قريبة جداً من السفن وسببت الذعر الشديد الذي جعل المصريين يظنون أنهم يتعرضون لهجوم حقيقي. ولم أصدق ما سمعت! أين موقع هذه السفن الآن؟ علمت أنها غيرت اتجاهها ويمَّمَت عائدة صوب الميناء المصري الذي أبحرت منه. لا شك أن أحد الأمريكيين أفسد الموقف بذلك التصرّف.

          استدعى الحادث الكثير من البحث والتدقيق، وكلّفني الكثير من الجهد والوقت، إذ اضطررنا إلى سحب الفريق الذي كان قد أُعد لاستقبال القوات المصرية في ميناء ينبع ، وسحب مئات الشاحنات التي استأجرناها لنقلهم إلى مناطق تجمعهم. وأجريت اتصالات هاتفية مكثّفة على مدى 24 ساعة. ومع أن شوارتزكوف لم يصدق خبر وقوع الهجوم أول الأمر، لكنه ما لبث أن اعترف به، وقدم اعتذاره. ويبدو الأمر الآن مضحكاً، لكنه لم يكن كذلك في حينه. وأخيراً، أبحر المصريون مرة أخرى، ووصلوا ميناء ينبع سالمين، دون حوادث هذه المرة.

           وصل الرئيس حسني مبارك إلى المملكة، في 22 أكتوبر، ليتفقد قواته. توجَّه مباشرة من القاهرة إلى مطار القيصومة، المدني، وهي مدينة تقع على طريق التابلاين على مقربة من حفر الباطن، ومنها انتقل في السيارة للقاء جنوده. وتوجَّهْـت جواً من الرياض للانضمام إلى كبار مستقبليه الذين كان بينهم الأمير محمد بن فهد، أمير المنطقة الشرقية، وقائد المنطقة الشمالية، وأمير مدينة حفر الباطن، وعدد من كبار الشخصيات المهمة والرسمية. نُصِبَتْ خيمة كبيرة للمستقبلين، بينما جلس آلاف الجنود المصريين، ومعهم أسلحتهم الشخصية، على بعد أمتار من الرئيس ليستمعوا إلى خطابه.

          وبعد أن فرغ الرئيس مبارك من خطابه، سأل الجنود إن كان هناك نقص في احتياجاتهم، أو لديهم طلبات خاصة، ثم دعاهم إلى توجيه أسئلتهم. ولوحظ، في تلك اللحظة، بعض الهرج في الصفوف الخلفية لهذا التجمع. إذ نهض جندي يحمل بندقيته وحاول أن يشق طريقه نحو الرئيس عنوة متخطياً صفوف زملائه الجالسين. ويبدو أن ذكرى اغتيال الرئيس السادات كانت لا تزال عالقة في الأذهان، إذ أسرع حرس الرئيس باعتراضه وشل حركته.

          صاح الرئيس مبارك " دعوه، دعوه يتقدم، دعوه يتكلم !".

          قال الجندي: " سمعنا صدّام حسين في الإذاعة وهو يقول أشياء سيئة في حق مصر ورئيسها، فما عسانا أن نفعل تجاه ذلك المجنون؟ ". هذا كل ما أراد الجندي قوله.

          فأجاب الرئيس مبارك "لا تهتم بذلك أبداً. انسَ ما قاله صدّام ولا تلق بالاً إلى الشائعات الكاذبة. إن لنا ثقة كاملة بأنفسنا وبعدالة قضيتنا..."، إلى آخر تلك الكلمات. ولمست من هدوء أعصاب الرئيس مبارك ورباطة جأشه ما يستحق الإعجاب فعلاً.

          من المبادئ التي انتهجتُها في إدارة التحالف، ألاّ أكّلف وحدة ما لا طاقة لها به. وكنت أتوخّى الحذر في ما يتعلّق بالمناخ السياسي السائد قبل إصدار الأوامر. إذ كانت مهمتي أن أحصل من كل وحدة على أقصى ما في وسعها، دون أن أثير مشاكل أو حساسيات. ولكني أعترف أنني أخطأت مرة في تقدير الموقف.

          تلقيت تقريراً استخبارياً يفيد أن العراقيين أرسلوا بعض قواتهم، بينها قوات خاصة لتعزيز مواقعهم المواجِهة لمدينة عرعر الواقعة في الشمال الغربي من المملكة. وكان أميرها، من العائلة المالكة، هو خالي الأميرعبدالله بن مساعد آل جلوي. وكنت أعلم أن أية نكسة أو تراجع في ذلك القطاع سينجم عنه عواقب نفسية وخيمة. فهل كان العراقيون، بإرسالهم تلك القوات، يخططون للهجوم؟ شعرت أنه من الضروري تعزيز قواتي هناك أيضاً، فزدت عدد الدوريات الجوية المقاتلة فوق المنطقة، كما دفعت إليها بلواء من الحرس الوطني السعودي. ومع ذلك، لـم أكن راضياً تماماً عن الموقف الدفاعي في تلك المنطقة.

          ولكي أضارع القوات الخاصة العراقية، أردت تقوية دفاعاتنا بكتيبة من القوات الخاصة المصرية. وهذا يعني فصل الكتيبة عن الفوج المصري وعن الإشراف المباشر لقائدها. سألت أعضاء فريق التخطيط إن كانوا قد تشاوروا مع القادة المصريين في هذا الشأن، فأكدوا لي أنهم فعلوا ذلك. فأصدرت الأوامر بتحرك الكتيبة. وما هي إلاّ هنيهة حتى تلقيت مكالمة من اللواء صلاح حلبي، سألني فيها بأدب جمّ إن كان ثمة مجال لإعادة النظر في قراري. تبادر إلى ذهني أنه استشار حكومته وأنه ينفّذ تعليماتها. ومن حسن الحظ أنه لم يخاطبني بأسلوب يجعلني أُصرّ على ممارسة صلاحياتي، بل على النقيض من ذلك، قال إنه مستعد لإطاعة أوامري بالتحرك فوراً إن كان هذا ما أريده حقاً. ولكنه رجاني أن يوضح لي نقطة أو نقطتين. وأدركت على الفور، بغض النظر عمّا لديه، أن الكتيبة المصرية لن تتحرك.

          قلت للواء حلبي: "لا أريد إشعاراً رسمياً باعتراضك، انتظر فقط تعليماتي الجديدة". أعدت النظر في أوامري فوراً، وأبقيت القوات الخاصة المصرية في موقعها بدلاً من أن تتقدم للدفاع عن عرعر. وإذا أردنا أن نحدد من يقع عليه اللوم في هذا الشأن، فإنه دون شك، يقع على المخطَّطين الذين أبلغوني أن المصريين موافقون على التحرك. لذلك، كان جزاؤهم عندي توبيخاً شديداً.

          وذات ليلة وفي ساعة متأخرة، وأنا أعاني الأرق في غرفة نومي في وزارة الدفاع، أدرت جهاز التليفزيون فشاهدت مصادفة مقابلة مع سيدة مصرية كان ابنها ضمن جنود في الفِرقة المصرية التي قَدِمَتْ إلى المملكة. قالت السيدة إنها فخورة بإرسال ابنها إلى السعودية ليقاتل في سبيل نصرة العدل. لكنها أجهشت، بعدئذ، بالبكاء قائلة: "إنه لم يكتب لنا، ولم نتلقَّ منه أية رسائل". شعرت بالشكر لتلك الأم التي أثارت لهفتها على ابنها مشاعر إنسانية عميقة في نفسي. وكان أول شيء فعلته صباح اليوم التالي، أنني بعثت رسالة في هذا الشأن إلى القائد المصري، الذي حثّ ابنها على أن يبعث لأمه برسالة على جناح السرعة. بعدئذ، بذلت ما في وسعي لتحسين الخدمات البريدية جمعاً وتوزيعاً.

سابق بداية الصفحة تالي