إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / المواقف وردود الفعل العربية، تجاه الغزو العراقي، خلال الأيام الأولى للأزمة









أولاً: الموقف العراقي (2 ـ 10 أغسطس 1990)

أولاً: الموقف العراقي (2 ـ 10 أغسطس 1990)

    جاء أول بيان عسكري عراقي، في 2 أغسطس، عبْر إذاعة بغداد، بعد ساعات قليلة من البيان الكويتي[1]. (أُنظر وثيقة بيان وزارة الدفاع الكويتية، في شأن الغزو العراقي للكويت، الصادر في الساعة السادسة، صباح الخميس 2 أغسطس 1990) وأوحى البيان العراقي وقوع انقلاب عسكري في الكويت، أطاح حكم أُسرة الصباح، ومناشدة قادة الانقلاب الكويتيين، العراق تقديم المساندة والعون لهم، في وجه أي تدخّل خارجي مضادٍّ لرغبة الشعب الكويتي في التخلص من أُسرة الصباح. وأضاف البيان، أن مجلس قيادة الثورة العراقي، قرر الاستجابة لطلب حكومة الكويت الحرة، المؤقتة. وفي الوقت نفسه، تضمن البيان تهديداً لكل من تسول له نفسه العدوان على الكويت، ضد الحكومة الجديدة. ( أُنظر وثيقة بيان مجلس قيادة الثورة في العراق، حول الغزو العراقي للكويت، صباح الخميس 2 أغسطس 1990)

    وبعد إذاعة البيان، مباشرة، قصفت القوات العراقية، مبنى وزارة الإعلام الكويتية، الذي يضم الإذاعة، فسقطت في أيدي القوات العراقية. واستطاع العاملون فيها الانتقال إلى الإذاعة السِّرية، التي ظلت، منذ الساعة التاسعة، تذيع بيانات حماسية على الشعب الكويتي، ونداءات الاستغاثة إلى الأمة العربية.

    في الساعة الثانية عشرة والنصف، من بعد ظهر اليوم نفسه، بثت إذاعة بغداد البيان الرقم (1)، الصادر عن حكومة الكويت الحرة، المؤقتة، تعلن تحرير الكويت من نظام الحكم العائلي المستبد، الفاسد، العميل، الذي نهب ثروات الكويت، واستخف الدستور، وفرض الإرهاب والقمع، وكبت الحريات. واتهم البيان حكام الكويت، بأنهم تآمروا على العراق، لإضعافه، خدمة لأهداف الاستعمار والصهيونية، وإضعاف الكيان العربي، والمقاومة ضد العدوان الصهيوني، أعوان الاستعمار. (أُنظر وثيقة البيان الرقم (1)، الصادر عن حكومة الكويت الحرة، المؤقتة، في 2 أغسطس 1990)

    في الساعة الثالثة والنصف، عصراً، بثت إذاعة بغداد البيان الرقم (2)، الصادر عن حكومة الكويت الحرة، المؤقتة، الذي يفرض منع التجوال، ويحظر الاقتراب من المياه الإقليمية للكويت.(أُنظر وثيقة البيان الرقم (2)، الصادر عن حكومة الكويت الحرة، المؤقتة، في 2 أغسطس 1990)

    وبعد دقائق من البيان السابق، أذاعت إذاعة بغداد البيان الرقم (3)، الصادر عن حكومة الكويت الحرة، المؤقتة، تناشد فيه العراق، والرئيس صدام حسين، مساعدة الحكومة الكويتية الجديدة على أي مؤامرة خارجية، أو تدخل أجنبي، وأن يتعاون الشعب الكويتي مع القوات العراقية على الدفاع عن الكويت الحرة، من كيد الكائدين ومؤامرات المتآمرين.(أُنظر وثيقة البيان الرقم (3)، الصادر عن حكومة الكويت الحرة، المؤقتة، في 2 أغسطس 1990)

    في اليوم التالي، الجمعة 3 أغسطس، توالت البيانات من بغداد، مرة باسم مجلس قيادة الثورة العراقية، وأخرى باسم حكومة الكويت الحرة، المؤقتة، وكلٌّ منهما يرد على الآخر، في نغمة واحدة. فقد صرح ناطق باسم مجلس قيادة الثورة في العراق، بأن القوات العراقية، وضعت خطة لبدء الانسحاب من الكويت، وذلك بالاتفاق مع حكومة الكويت الحرة، المؤقتة، وفق جدول زمني، بدءاً من 5 أغسطس، ما لم يظهر ما يهدد أمن الكويت أو العراق. (أُنظر وثيقة تصريح مجلس قيادة الثورة في العراق، في 3 أغسطس 1990، يعلن فيه الانسحاب من الكويت)

    وفي الوقت نفسه، أصدرت حكومة الكويت الحرة، المؤقتة، بياناً، رداً على التصريح العراقي، يتوافق مع التصريح العراقي، ويؤكد أن انسحاب القوات العراقية، المقرَّر أن يبدأ في 5 أغسطس، كان بالتنسيق معها، وأن العهد السابق، قد انتهى بلا رجعة، وأن العراق يظاهرها على أي عدوان خارجي. (أُنظر وثيقة بيان حكومة الكويت الحرة، المؤقتة، في 3 أغسطس 1990 ، في شأن الانسحاب العراقي من الكويت)

    وفي اليوم نفسه، صدر البيان الرقم (4)، الصادر عن حكومة الكويت الحرة، المؤقتة، الذي قررت فيه مصادرة أموال أمير الكويت وولي العهد، وبعض أفراد أُسرهم، سواء في الداخل أو في الخارج، واتهمتهم بأنهم حصلوا على أموالهم، من عمليات نهب وسلب لأموال الشعب الكويتي. (أُنظر وثيقة البيان الرقم (4)، الصادر عن حكومة الكويت الحرة، المؤقتة، في 3 أغسطس 1990)

    وعقب صدور البيان السابق، أصدرت حكومة الكويت الحرة، المؤقتة، البيان الرقم (5)، قررت فيه عزل بعض السفراء الكويتيين عن مناصبهم، ومصادرة أموالهم، في الداخل والخارج، بحجة أنهم يتحدون إرادة الشعب الكويتي، ويعملون في خدمة أهداف القوى الاستعمارية. (أُنظر وثيقة البيان الرقم (5)، الصادر عن حكومة الكويت الحرة، المؤقتة، في 3 أغسطس 1990)

    وفي يوم السبت، 4 أغسطس 1990، اليوم الثالث للغزو، صدر البيان الرقم (6)، الذي شكلت، بموجبه، حكومة الكويت الحرة، المؤقتة، برئاسة العقيد علاء الدين حسين علي، الذي تولى، كذلك، القيادة العامة للقوات المسلحة ووزارة الدفاع، ووزارة الداخلية بالوكالة. وضمت الحكومة ثمانية آخرين، كلهم من العسكريين. وقد أصدر رئيس الحكومة الكويتية الجديدة، في الوقت نفسه، بصفته القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع، قراراً، يحيل جميع الضباط الكويتيين، من الجيش والشرطة، وقوى الأمن الداخلي، من رتبة عقيد فما فوق، إلى التقاعد، بموجب الصلاحيات التي خولها لنفسه. (أُنظر وثيقة البيان الرقم (6)، الصادر عن حكومة الكويت الحرة، المؤقتة، في 4 أغسطس 1990)

    وفور تشكيل الحكومة الكويتية الجديدة، بعث العقيد علاء الدين حسين علي، ببرقية إلى الرئيس العراقي صدام حسين، يؤكد فيها نجاح الثورة الكويتية، وأن التنسيق، الذي اتفقا عليه، في شأن انسحاب القوات العراقية من الكويت، في 5 أغسطس، ما هو إلاّ دليل على ذلك. كما طلب منه، في البرقية نفسها، إجراء مفاوضات شاملة بينهما، في كل المسائل المعلَّقة بين البلدَين. (أُنظر وثيقة البرقية الأولى من العقيد علاء حسين، إلى الرئيس العراقي صدام حسين، في 4 أغسطس 1990)

    وفي اليوم نفسه، صدر عن حكومة الكويت الحرة، المؤقتة، البيان الرقم (7)، الذي ينص على تشكيل جيش شعبي كويتي، ويدعو أبناء الشعب الكويتي للانضمام إليه، لترسيخ استقرار الوضع الجديد. (أُنظر وثيقة البيان الرقم (7)، الصادر عن حكومة الكويت الحرة، المؤقتة، في 4 أغسطس 1990)

    وفي العراق، عقد المجلس الوطني العراقي (البرلمان العراقي)، بعد ظهر اليوم نفسه، جلسة استثنائية، لمناقشة التطورات في الكويت، والبحث في كيفية الحصول على اعتراف العرب بثورة الكويت. وفي نهاية الجلسة، أصدر بياناً، يتضمن أن العراق تدخَّل في الكويت، استجابة لطلب أحرار الكويت، وحكومتهم الحرة، المؤقتة ومناشدتهم الوقوف إلى جانبهم، حفاظاً على الثورة الوليدة، التي أطاحت النظام الكويتي الفاسد. وأن الثورة الكويتية، جاءت لوضع حدٍّ لاستهانة السلطة الجائرة بمصالح الكويت الوطنية، والمصالح القومية العربية. وذكر البيان أسباب اندلاع الثورة الكويتية، وأنها استهدفت التصدي لتحالف النظام الحاكم السابق مع الاستعمار والإمبريالية والصهيونية. وفي نهاية البيان، ناشد المجلس الوطني العراقي البرلمانات العربية، مساندة هذه الثورة، والاعتراف بها وتأييدها.(أُنظر وثيقة بيان صادر عن المجلس الوطني العراقي (البرلمان)، في 4 أغسطس 1990، يناشد فيه العرب الاعتراف بـ (ثورة الكويت)). كما بعث، في نهاية الجلسة، كذلك، ببرقية تأييد إلى حكومة الكويت الحرة، المؤقتة. (أُنظر وثيقة برقية تأييد من المجلس الوطني العراقي (البرلمان)، إلى حكومة الكويت الحرة، المؤقتة، في 4 أغسطس 1990)

    وفي يوم الأحد، 5 أغسطس 1990، اليوم الرابع للغزو، بثت إذاعة حكومة الكويت الحرة، المؤقتة، أول تصريح لوزير خارجيتها، المقدم وليد سعود محمد عبدالله، أعلن فيه، أن ما حدث في الكويت، هو انتفاضة داخلية ضد نظام فاسد ومكروه، وأن الحكومة الثورية، هي التي طلبت المساعدة من العراق الشقيق، لضمان الأمن والاستقرار في الكويت، ولمواجهة احتمالات التدخل الأجنبي. واستطرد قائلاً، إن أولئك الذين يتحدثون باسم الكويت، في المحافل الدولية، باتوا لايمثلون الكويت، بعد تغيير السلطة فيها، وتولِّي سلطة ثورية جديدة، تستمد شرعيتها من إرادة شعب الكويت. وجاء في تصريحه، كذلك، أن الدول التي تلجأ إلى إجراءات عقابية، ضد حكومة الكويت الحرة، وضد العراق الشقيق، الذي لم يقم إلاّ بواجب أخوي طُلب منه، عليها أن تتذكر أن لها مصالح ورعايا في الكويت. وإذا ما أصرّت هذه الدول على العدوان على الكويت أو العراق، أو إلحاق الضرر بمصالحهما المشروعة، فإن حكومة الكويت، ستعيد النظر في أسلوب التعامل مع تلك الدول. ومن الخيارات، التي تدرسها الحكومة الحرة، قطع العلاقات الدبلوماسية بالدول التي تتخذ مواقف معادية للحكومة، وإغلاق سفاراتها في الكويت، ومنها عدد من الأنظمة العربية الفاسدة، التي تساند النظام الفاسد المعزول. (أُنظر وثيقة التصريح الأول، لوزير خارجية حكومة الكويت الحرة، المؤقتة، المقدم وليد سعود محمد عبدالله، في 5 أغسطس 1990)

    كما أذاعت وكالة الأنباء العراقية، أن بعض الفِرق من القوات المسلحة العراقية، بدأت بالانسحاب من الأراضي الكويتية، وفق برنامج مرسوم، توصلت إليه مع حكومة الكويت الحرة، المؤقتة. وأعلنت، كذلك، أن طه ياسين رمضان، النائب الأول لرئيس الوزراء العراقي، حذر تركيا، بعد اجتماع عقده مع الرئيس التركي، تورجوت أوزال، في أنقره، من إغلاق خط أنابيب النفط العراقي، المارّ عبْر الأراضي التركية. وقال إن خطوة كهذه، ستضر بالعلاقات بين البلدين.

    وفي بغداد، استقبل الرئيس العراقي، صدام حسين، الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات. وبادره الرئيس العراقي، من الفور قائلاً: "لقد صُدِمت بإلغاء مؤتمر القمة المصغَّر في جدة. مَن، في رأيك، كان وراء عرقلة القمة؟". ورد ياسر عرفات قائلاً: "ليكن مَن يكون وراء العرقلة. فإن الحل السياسي، هو ضرورة مطلقة". وأجابه صدام: أنا موافق تماماً. هيا، ابتدئ، قلْ للسعوديين إننا مستعدون للنقاش من جديد". وبالفعل، أخذ عرفات على عاتقه تبليغ هذه الرسالة. وقرر التوجه إلى المملكة العربية السعودية، في 6 أغسطس 1990.

    وبعد ظهر الاثنين، 6 أغسطس، استقبل الرئيس العراقي، صدام حسين، جوزيف ولسون، القائم بأعمال السفارة الأمريكية في بغداد، بعد توجُّه السفيرة الأمريكية، أبريل جلاسبي، إلى واشنطن، في 26 يوليه، أي في اليوم التالي للقائها مع الرئيس صدام حسين. ودار حديث مهم بين الطرفَين، حمَّل، خلاله، الرئيس العراقي الدبلوماسي الأمريكي، رسالة شفهية إلى الرئيس الأمريكي، جورج بوش، حينما بادر صدام إلى القول، إنه يعلم جيداً، "أنه حين يحدث أي شيء في العالم العربي، أو أوروبا، أو آسيا، أو أمريكا اللاتينية، يكون للولايات المتحدة الأمريكية موقفها". ولكنه حذر من أن تتخذ واشنطن موقفاً من الغزو؛ إذ لو تدخلت، فإنها ستجد نفسها في موقف حرج. وأشار الرئيس العراقي إلى الحرب العراقية ضد إيران، كتحذير للولايات المتحدة الأمريكية، فأوضح أن إيران، لم تدرك أهمية الرسائل العراقية، التي وُجِّهَتْ إليها وعَدَّتها مناورات تكتيكية عراقية، ولو أن الإيرانيين تعاملوا معها بجدية، لما اندلعت الحرب. وتطرّق إلى موضوع الكويت، فقال إنها لم تكن دولة، حتى عام 1961، ولم يكن لها حدود. كما أثار عدة موضوعات، تتعلق بالعلاقات العراقية ـ الأمريكية. ومثلما سُرِّب محضر لقاء الرئيس العراقي السفيرة أبريل جلاسبي، كذلك سُرِّب محضر لقائه القائم بالأعمال، بل نشر في الخارج، بعد أن أعدّت الجهات الرسمية في العراق نص المحضر. (أُنظر وثيقة نص محضر مقابلة الرئيس صدام حسين، مع القائم بالأعمال الأمريكي في بغداد، جوزيف ولسون، في 6 أغسطس 1990).

    ومنذ اليوم الرابع للغزو، وبالتحديد، في السادس من أغسطس 1990، وحيال تزايد الضغوط الدولية على العراق وازدياد حدّتها، قررت السلطات العراقية الاستعداد لإخلاء بغداد من سكانها، البالغ عددهم 4 ملايين نسمة، إلى مخيمات، خارج المدينة. كما شرعت توزّع الأسلحة على عشرات الآلاف من أعضاء حزب "البعث" الحاكم، لمواجهة احتمال تعرّض البلاد للهجوم.

    وفي اليوم الخامس للغزو، 7 أغسطس 1990، استقبل الرئيس العراقي، صدام حسين، العقيد علاء حسين، رئيس حكومة الكويت الحرة، المؤقتة، وأعضاء حكومته، وهو اللقاء الأول الذي أُعلن رسمياً. وأشاد الرئيس العراقي بهم، ووصفهم بأنهم صانعو 2 أغسطس، الشجعان. وأكد أن العراق سوف يتصدى، بكل حزم، لأي محاولة إمبريالية صهيونية، تحاول النَّيل من انتفاضة الكويت، والمسّ بالأرض العربية والكرامة العربية. وأضاف الرئيس صدام حسين، أن الحكومة الجديدة في الكويت، أعادت الكويت إلى حقيقتها، الوطنية والقومية.

    وفي اليوم نفسه، أصدرت حكومة الكويت الحرة، المؤقتة، بياناً، أعلنت فيه إلغاء الإمارة في الكويت، وإعلان الجمهورية. (أُنظر وثيقة بيان حكومة الكويت الحرة، المؤقتة، في شأن إلغاء إمارة الكويت، وإعلان الجمهورية، في 7 أغسطس 1990). وتزامن ذلك مع احتفال العراق بيوم النصر على إيران، عام 1988. وقد وجّه الرئيس العراقي، في هذه المناسبة رسالة إلى الشعب العراقي، جاء فيها: "كان يوم الثاني من (آب) أغسطس، هو الوليد الشرعي لنضال وصبر وتحمل أهل الكويت الذي تَوّجَهُ العمل الثوري في ذلك اليوم الخالد. فجاء الوليد من أب شرعي وأم طاهرة، وسيكون ابناً باراً للكويتيين وللعراقيين ولكل العرب". (أُنظر وثيقة رسالة الرئيس العراقي صدام حسين، إلى العراقيين والعرب، في 7 أغسطس 1990)

    وفي 8 أغسطس 1990، ترأس الرئيس العراقي، اجتماعاً لمجلس قيادة الثورة، جرى، خلاله، دراسة نداء حكومة الكويت الجديدة، لتحقيق الوحدة الاندماجية الكاملة مع العراق. وأصدر المجلس، بياناً، في نهاية الاجتماع، أعلن فيه، أنه اتخذ قراراً بتلبية النداء وعودة الكويت إلى الوطن الأمّ، وإقامة وحدة اندماجية كاملة بينها وبين العراق، واستطراداً، أصبح ما يسمّى حكومة الكويت الحرة، المؤقتة، غير موجود، منذ 8 أغسطس 1990. (أُنظر وثيقة حكومة الكويت الحرة، المؤقتة، تطلب الوحدة الاندماجية مع العراق، في 8 أغسطس 1990) و(وثيقة بيان مجلس قيادة الثورة في العراق، في شأن الوحدة الاندماجية، التي طلبتها حكومة الكويت الحرة، المؤقتة، في 8 أغسطس 1990)

    وفي اليوم نفسه، وبعد أن ضُمَّت الكويت إلى العراق، في وحدة اندماجية، أصدر العراق قراراً جمهورياً، عيِّن العقيد علاء حسين علي، بمقتضاه، في منصب نائب رئيس الوزراء. وأصدر مجلس قيادة الثورة في العراق قراراً، قضى بتعيين وزراء حكومة الكويت الحرة، المؤقتة، مستشارين في رئاسة الجمهورية، بدرجة وزراء. (أُنظر وثيقة مرسوم جمهوري، القرار الرقم 232 في 8 أغسطس 1990، بتعيين العقيد علاء حسين علي، نائباً لرئيس وزراء العراق) و(وثيقة قرار مجلس قيادة الثورة في العراق، الرقم 311، في 8 أغسطس 1990، بتعيين أعضاء حكومة الكويت الحرة، المؤقتة، مستشارين في رئاسة الجمهورية العراقية)

    وفي 8 أغسطس 1990، أعلن الرئيس الأمريكي، جورج بوش، أنه أمر بإرسال قوات إلى المملكة العربية السعودية، للدفاع عنها، ولمواجهة تهديد العراق إياها، ودفعه إلى الانسحاب من الكويت. وردّ العراق بإعلانه تشكيل 25 فِرقة عراقية جديدة، لمواجهة الحشود العسكرية الأمريكية، التي بدأت طلائعها تصل إلى المملكة العربية السعودية. كما أدلى ناطق باسم مجلس قيادة الثورة في العراق بتعقيب، نفى فيه نفياً قاطعاً ما أورده الرئيس الأمريكي عن تهديد عراقي للمملكة.

    وفي 9 أغسطس 1990، أصدر العراق قراراً، في شأن إسقاط الديون المستحقة عليه للكويت، والبالغة 13 مليار دولار. كما أعلن في القرار نفسه، تعهّده كافة التزامات الكويت، المالية والاقتصادية، تجاه الدول، والمؤسسات، العامة والخاصة، والشركات الأجنبية. كذلك، أبلغت وزارة الخارجية العراقية البعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى بغداد، مذكرة، تؤكد فيها، أن الهيئات الدبلوماسية في الكويت، أصبحت من دون مهام رسمية. وعليها أن تتخذ الإجراءات اللازمة، لنقْل أعمال بعثاتها الدبلوماسية الموجودة في مدينة الكويت، إلى تلك الموجودة في بغداد، في موعد أقصاه 24 أغسطس 1990. (أُنظر وثيقة نص قرار مجلس قيادة الثورة العراقي، الرقم 312، في 9 أغسطس ، 1990، يتعهد بكافة التزامات الكويت) و(وثيقة نص مذكرة وزارة الخارجية العراقية، في 9 أغسطس 1990، إلى البعثات الدبلوماسية المعتمدة في بغداد، بإغلاق بعثاتها في الكويت)

    وقرر العراق، في اليوم نفسه، إغلاق حدوده مع الدول المجاورة، إلى أجل غير مسمى، لأسباب أمنية. وأعلن أنه لن يسمح بمغادرة الرعايا الأجانب، عدا الدبلوماسيين فقط.

    وفي 10 أغسطس 1990، وصباح انعقاد القمة العربية الطارئة، في القاهرة، صرح نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية العراقية، طارق عزيز، بأنه "لا يمكن تجاهل القمة العربية الطارئة، على الرغم من أنه لم يتم التشاور معنا في عقدها. وأنها تأتي في ظروف التهديد الأمريكي للعراق. وأن الظروف، لم تسمح للرئيس صدام حسين بحضورها". وأضاف: "إن أي قضية تثار في إطار العائلة العربية، يجب أن تناقش، ويمكن أن تناقش، في إطار الأُسرة العربية، على أساس العلاقات والالتزامات القومية. والعراق رحّب، منذ بداية الأزمة، بكل الجهود العربية، وبالحل العربي".



[1] صدر أول بيان كويتي في الساعة السادسة، من صباح الخميس، 2 أغسطس، وأذاعته وزارة الدفاع الكويتية، عبْر الإذاعة الكويتية، قبل توقّفها