مقترحات البحث الأشكال والخرائط الصور المحتويات

مقاتل من الصحراء

المعركة من أجل السلْطة (تابع)

          كان الفريق جون يوساك، قائد القوات البرية للقيادة المركزية الأمريكية، رجلاً عسكرياً منضبطاً وصاحب أسلوب صريح ومباشر ولديه بعض الخلفية عن بلادنا، وذلك، بلا شك، سبب اختياره لتلك المهمة. وقد نما إعجابي به شيئاً فشيئاً. مكث مدة عامين في المملكة قبل عشر سنوات مستشاراً في مجال تحديث الحرس الوطني السعودي . فكان على دراية تامة بالروتين الحكومي عندنا، الذي لا يختلف عن غيره في بلاد أخرى، حيث تطول الإجراءات وتتعثر القرارات. ونظراً إلى أننا كنَّا نواجه ظروفاً طارئة، أصبح لزاماً علي أن أعمل على الإسراع في إنجاز المهام والأعمال التي قد تتعطل في قنوات العمل الحكومي. ولَمَّا لم تكن هناك قواعد محددة مسبقة تحكم العلاقات الأمريكية - السعودية، كان علينا أن نصوغ تلك القواعد أولاً بأول.

          اتفق البَلدان، في الأيام القليلة الأولى من الأزمة، على أن تقوم الولايات المتحدة بنشْر قواتها وأن تقوم المملكة بتسهيل تلك المهمة. ولكن لم يكن ثمة اتفاق في شأن التفاصيل، ولم يتم تبادل أية وثائق رسمية أثناء اجتماع تشيني مع الملك في ذلك الخصوص. كان علينا صياغة تلك التفاصيل في منتهى الدقة. فلقد كانت القوات الأمريكية تعمل ضمن حلف شمال الأطلسي ( ناتو nato ) حيث تحكم كل تحرك، صغيراً أو كبيراً، تنظيمات أُرسِيتْ قواعدها منذ أكثر من 45 عاماً. كما تحكم الدول الأعضاء في الحلف معاهدات ومذكرات تفاهم وترتيبات مختلفة على المستوى الثنائي والجماعي، فضلاً عن اتفاقيات خاصة بوضع القوات. لكن المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية دخلتا في تحالف لتنفيذ عمليات مشتركة في الخليج دون شيء مما سبق ذكره. وتبين لي، بعد وقت قصير، أن ذلك الوضع كان يشكِّل ميزة كبرى، إذ تسنى لنا وضع القواعد على الطبيعة كلما وجدنا أنفسنا في حاجة إليها.

          كنت أمتلك بعض الميزات التي ساعدتني على إنجاز مهمتي، فقد كان لديّ فهْم واضح للظروف الحضارية بين الغربيين والسعوديين يؤهلني لأن أضيّق الفجوة بينهما، وأجعل الأعمال التي يتعّين علينا القيام بها مقبولة لدى الطرفين. كنت أعرف، مثلاً، متى أسعى إلى حل وسط ، ومتى وأين أضع حداً فاصلاً لا يُسْمح بتجاوزه مراعاةً لتقاليدنا وحفاظاً على مشاعرنا.

          شَكّل يوساك هيئة أركان اختارها بعناية من القوات البرية والبحرية والجوية ومشاة البحرية الأمريكية، واختار اللواء بول شوارتز paul schwartz نائباً له، الذي كان لديه خبرة بالمملكة حيث أمضى، هو الآخر، عدة سنوات مع الحرس الوطني. وكان شوارتز رجلاً دمث الخلق يتمتع بموهبة فذة في التعامل الإنساني والعلاقات الاجتماعية. وقمت، بدوري، باختيار أكفأ الرجال من بين صفوف القوات المسلحة السعودية لتشكيل هيئة أركان لقيادة القوات المشتركة. وانصَبَّ جلُّ اهتمامي، في الأيام القليلة الأولى، على بناء تنظيم يوازي تنظيم القيادة الأمريكية، تنظيم يستطيع أن يخطط العمليات ويديرها بالاشتراك مع تلك القيادة.

          عَيّنت اللواء الركن عبد العزيز محمد آل الشيخ نائباً لي، وكان يشغل من قبل منصب نائب قائد القوات البرية، وُيعد ضابطاً ميدانياً قديراً. وكنا، من قبل، نختلف أحياناً وتتصادم آراؤنا أحياناً أخرى، إلاَّ أنني كنت معجباً بأمانته وصرامته وقدرته على المبادرة. كنت في حاجة إلى رجل صريح وشجاع مثله، يسدي إليّ النصح الخالص دون مواربة أو تحفظ.

          أدركت ويوساك حاجتنا إلى كيان تتكامل فيه جهود القيادتين. كنّا نفتقر إلى مركز يتلقى المشاكل ويعمل على حلها، لذا شَكَّلْنا هيئة عُرفت باسم "c3ic"، وهو مصطلح مكون من الأحرف الأولى للكلمات coalition coordination communications and integration cell أي مركز التنسيق والاتصال والتكامل لقوات التحالف. وكان المسئولان عن المركز، هما اللواء شوارتز واللواء الركن صالح عبد المحسن القرزعي، وهو ضابط ميداني من الطراز الأول. وبعد فترة قصيرة أوكلت إلى اللواء القرزعي مهمة قيادة اللواء الثامن الآلي، واخترت العميد الركن عبدالرحمن عبدالله المرشد بدلاً منه في المركز، وهو رجل يتميز بالكفاءة والثقة بالنفس. وقام الرجلان، اللواء شوارتز والعميد المرشد، بعملهما على أكمل وجـه ممكن. وكان المركز هو المكان الذي وُلِدت فيه القدرة على إنجاز عمليات سعودية - أمريكية مشتركة، بل غدا عاملاً أساسياً في تحقيق النصر. وكانت تُحَل فيه جميع الصعاب التي تنشأ بين القيادة المركزية وقيادة القوات المشتركة، بما في ذلك مشاكل الإمداد والتموين وتبادل المعلومات الاستخبارية والتدريب وتحديد ميادين الرماية... وموضوعات أخرى. وتقرر بعد ذلك، نظراً إلى اتساع نطاق عمليات التنسيق، أن يُقَسّم المركز إلى عدة أقسام: قسم خاص بالعمليات البرية، وقسم للعمليات الجوية، وقسم للعمليات البحرية، وقسم للإمدادات والتموين، وقسم للعمليات الخاصة، وقسم للاستخبارات.

          وكما سبق أن ذكرت، كنت في الأسابيع الأولى أحمل لقب قائد القوات المشتركة، من دون أية صلاحيات. فلم يكن رئيس هيئة الأركان العامة وقادة القوات على دراية تامة بمسئولياتي. وفي الوقت الذي كنت أجاهد لممارسة صلاحياتي كاملة، كنت أعمل أيضاً نظيراً ل يوساك، قائداً للقوات البرية. وبمعنى آخر، كنت أقوم بعملين في آن واحد: الأول، قيادة القوات المشتركة . والثاني، قيادة الوحدات البرية في مسرح العمليات.

          في تلك الأيام من شهر أغسطس، وهي فترة كان يشوبها الترقّب والحذر إذ كان من المحتمل أن يبادر صدّام إلى الهجوم، لم يكن الفريق أول شوارتزكوف قد وصل بعد إلى المملكة. وبذلتُ والفريق يوساك الجهد الجهيد لإقامة العلاقات الأساسية الصحيحة بين قواتنا على أرض الواقع عندما كانت القيادة المركزية الأمريكية لا تزال في مدينة تامبا tampa في ولاية فلوريدا florida . وصممت على نشْر القوات السعودية في المقدمة أمام القوات الأمريكية ، حتى إذا بادر العراقيون إلى الهجوم يكون السعوديون أول من يضحون بدمائهم وأرواحهم. وحددنا أيضاً المواقع التي ستنشر فيها القوات الأمريكية خلف الوحدات السعودية والحدود بينهما. كنت أعلم أن يوساك يحتاج إلى بعض الوقت لنشر قواته، لذلك لم أقترح أبداً أن تحتل القوات الأمريكية مواقع دفاعية متقدِّمة في تلك الفترة.

          كنت ويوساك نعالج قدراً كبيراً من المشاكل، خلال اجتماعاتنا التي كانت تستغرق الليل كله ( نغالب النوم بتناول أقداح من قهوة الكابوتشينو القوية ). كانت القوات الأمريكية في حاجة عاجلة إلى تسهيلات كبيرة لإتمام عمليات الإنزال في الموانئ والمطارات. وفي إحدى الليالي، أخبرني يوساك بحاجته إلى 30 مرسى للسفن في ميناء الدمام إضافة إلى بعض المخازن القريبة. ولأنني أقدِّر آراءه كثيراً، فلم أناقشه في ذلك الطلب. لكن تنفيذه يعني ترحيل الناس والسفن من ميناء الدمام على وجه السرعة، مما يُعَرَّض التجارة المدنية وحركة المرور للفوضى والاضطراب. وإذا لَجَأْتُ إلى القنوات البيروقراطية فسوف يستغرق الأمر أسابيع عدة. لكنني استطعت حل تلك المشكلة خلال ساعات قليلة.

          لم يكن الأمريكيون في ميناء الدمام قادرين على أسلوب التعامل مع قيادات متعددة. فهناك مسؤول عن التخزين وآخر عن الأرصفة وثالث عن المعدات. وكنت أريد تركيز جميع السلطات في الميناء في يد رجل واحد حتى ينجز مهمته. فوجدت في الرائد علي منصور الشعيبي الرجل الذي أردت.

          وطبقاً للقوانين السعودية، لا بد أن يُفْسح كل ما يحضره الأمريكيون عبر سلطات الجمارك. يعني هذا الإجراء أن تتحول الجمارك إلى عنق زجاجة ويتعطل كل شيء. كان يوساك يطلب الإمداد من الولايات المتحدة ومن ألمانيا بكميات تفوق الوصف، ثلاثة آلاف من هذا الصنف وخمسة آلاف من ذاك الصنف. فإذا أخضعنا كل الحاويات للتفتيش الجمركي بالأسلوب المعتاد، فمعنى ذلك أن نجنّد الشعب السعودي عن بكرة أبيه للعمل كمفتشين في الجمارك. ولحسن الحظ، استطعت أن أجد مخرجاً من تلك المشكلة التي كان من شأنها أن تُربك عملنا إلى حدٍّ بعيد.

          في إحدي الليالي، وفي الحادية عشرة تحديداً، اتصل بي يوساك ليخبرني أن المسؤول عن الإمدادات والتموين في الظهران يتضجر من أسعار العقود المحلية التي ترتفع كل يوم ارتفاعاً غير معقول، سواء أَكانت عقود الطعام أم المياه أم الشاحنات أم غيرها. كان يقول: "إذا حددنا الإيجار اليومي للشاحنة بـ 200 دولار اليوم، يصبح 400 دولار غداً". فقررت أن مثل ذلك العمل ينبغي إيقافه عند حده فوراً، فالمملكة هي التي تدفع كل تلك النفقات. وفي صباح اليوم التالي، تم عمل إجراءات الرقابة على الأسعار.

          ولعل تلك المواقف التي أُورِدُها، على سبيل المثال لا الحصر، تنمّ على أن اهتمامي، في بداية الأمر، كان منصرفاً إلى مسألة الإمدادات والتموين. لكنْ ثمة جانب آخر لا يقلّ أهمية عنها. أدركت ويوساك أن لكل من المملكة و الولايات المتحدة دوراً مهماً وحساساً في التحالف، وإن اختلف دور كلّ منهما. فالحقيقة التي لا جدال فيها، أنه لا يوجد لدى الدول ما يضارع الأسلحة المتقدمة والتقنية الحديثة والقدرة العالية التي تتمتع بها القوات المسلحة الأمريكية، إلاَّ أن الإمكانات والموارد التي تتمتع بها المملكة لا توجد إلاَّ في قليل من الدول. كان الموقف يحتَم على كل جانب أن يبذل أقصى ما عنده. لكننا، كدولة مضيفة، لا بد أن نتولى وضع القواعد والأسس.

          وفي وقت متأخر من إحدى الليالي أثناء جلسة "الكابوتشينو" المعتادة، سألني يوساك: "كيف تنظر إلى العلاقة بين بلدينا". فأجبته: "أعتقد أن الأمر يحتاج إلى وضع أسس وضوابط تحكم علاقاتنا حتى يمكن الرجوع إليها". فأجاب ضاحكاً: "ضع أنت تلك الأسس والضوابط، وسوف يلتزم بها الجميع". فالرجل كان على حق، فالمملكة هي البلد المضيف ومن حقها أن تضع تلك الأسس والضوابط وأن يلتزم بها كل أعضاء التحالف. وهذا الالتزام لا يحرمهم، بداهة، حقهم في التفاوض في شأن ما يعترضون عليه. وهكذا سارت الأمور في نهاية المطاف.

          ومنذ البداية اتفق خادم الحرمين الشريفين وولي العهد الأمير عبدالله و الأمير سلطان على أن القوات السعودية يجب ألاَّ تعمل إلاَّ تحت قيادة سعودية، وألاّ تقاتل تحت قيادة أمريكية. فالحفاظ على سيادة المملكة كان من أسمى الأولويات. ومن هذا المنطلق، طلب الملك من الأمريكيين في الأيام الأولى من شهر أغسطس أن يقّدموا تعهداً مكتوباً بأن يغادروا المملكة متى طُلِب منهم ذلك، دون سؤال عن الأسباب.

          كنت أخشى أن تذهب وعود واشنطن للمملكة أدراج الرياح عندما تبدأ الحرب وَيحْمَى الوطيس وينفرد الأمريكيون بالقيادة. فرأيت ضرورة أن نحدد، من البداية، كيفية إصدار الأوامر العسكرية وتمريرها. كنت أخشى، حتى قبل أن أَعيَّن قائداً للقوات المشتركة، ألاّ تستمر المملكة في الاحتفاظ بهويتها الفريدة وشخصيتها المتميزة، إذا ظَهَرَتْ بمظهر سلبي تحت المظلة الأمريكية. ولهذا السبب، كنت أحاول جاهداً في تعاملي مع هورنر ويوساك، وشوارتزكوف فيما بعد، أن أُشَكِّل هيئة أركان على درجة عالية من الكفاءة والمصداقية حتى تكون قادرة على العمل مع القيادة الأمريكية. كما يكون لها، في الوقت نفسه، استقلالها التام. كان من واجبي أن أحمي اسم المملكة وسمعتها واعتبارها. فالأمر ليس مباراة في التنس، لا يضيرني أن أخسرها، بل مسألة حياة أو موت.

          حرصت على أن يُدْرِك ضباط أركاني خطورة هذه المسألة. فعندما اجتمعت إليهم للمرة الأولى سألتهم: "ما اسم القائد العسكري في فيتنام ؟". فأجابوا جميعاً: "وستمورلاند westmoreland" فسألتهم: "وما اسم القائد العسكري في كوريا ؟". فأجابوا " ماك آرثر " فسألتهم : "ولكن، ألم يكن الفيتناميون والكوريون يحاربون إلى جانب الحلفاء؟ إن أحداً لا يعرف أسماء قادتهم!". قلت لهم إنني لا أريد أن يتكرر هنا في المملكة ما حدث في فيتنام وكوريا، حيث كان القائد الأمريكي هو القائد الأعلى والأقوى الذي يفعل ما يشاء.

          كنت على يقين أني سأصبح مسؤولاً أمام مليكي ووطني فيما لو سَجّل التاريخ أننا كنّا نخضع لقيادة أجنبية فوق تراب وطننا. لذلك، انصرف جلُّ اهتمامي إلى العمل على ألاَّ يكون هناك قائد أعلي في إدارة ذلك الصراع الذي كنَّا في صدده.

          وضعت هذا الأمر نصب عينيّ عندما اقترحت، بعد مداولات طويلة، أن يكون لقبي "قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات". كان هذا اللقب غريباً، بل خطأ من الوجهة العسكرية. فالأصل أن تكون التسمية إما "قائد القوات المشتركة" وإما "قائد مسرح العمليات" وليس كليهما. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: لِمَ أَدخلت تلك الإضافة؟

          الهدف الأول، هو الحيلولة دون تسمية الفريق أول شوارتزكوف، الذي كان سيصل إلى المملكة في أواخر أغسطس، "قائداً أعلى" أو حتى "قائد القوات المشتركة"، إذ كان منصبه في ذلك الوقت قائداً للقيادة المركزية الأمريكية. والهدف الثاني، هو عدم تمكينه من أن يُطلق على نفسه "قائد مسرح العمليات". وكان هذا أمراً متوقعاً، إذ كانت له قوات في البحرين وفي بلدان أخرى في المنطقة إلى جانب قواته في المملكة. ومن ثَم فإنني قصدت أن يُشَكِّل اللقب الذي اقترحته للأمريكيين عقبة مزدوجة تحول دون ظهورهم بمظهر المتفرد بالقيادة العليا. فكان من المتعين عليّ، من أجل الحفاظ على كرامة بلدي واستقلاله، ولأسباب عسكرية أخرى صحيحة، أن تكون قيادتي على مستوى قيادة القائد الأمريكي نفسها. بمعنى أن تكون قيادة موازية، فلا تكون نسبتها 49% أو 49.5%، بل 50% إلى 50%، وليس أقل من ذلك في حال من الأحوال.

          يضاف إلى ذلك أنه في خطاب تكليفي من قِبَل الأمير سلطان، وردت عبارة بين قوسين مفادها أن مسرح العمليات لا يعني فقط المنطقتين الشمالية والشرقية اللتين تجاوران الكويت والعراق، لكنه يشمل كل جزء من أجزاء المملكة تمتد إليه العمليات القتالية. ويعني هذا أنه متى تعرضت أرض المملكة لخطر ما من أي اتجاه - كاليمن أو الأردن أو إسرائيل مثلاً - تصبح مواجهة ذلك الخطر ضمن مسؤولياتي. لم أكن أعلى الضباط رتبة في القوات المسلحة السعودية، لكن لا بد من منحي الصلاحيات الكاملة التي تُعِينني على الوفاء بتلك المسئوليات.

          لم يلقَ اقتراح هذا اللقب ترحيباً من الجانب الأمريكي، فلم تكن فكرة القيادة الموازية واردة في فكر الأجهزة الأمريكية. كانوا يفضلون أن يكون لقبي "قائد القوات العربية والإسلامية المشتركة". ولما فشلوا في ذلك طلبوا أن يكون لقبي "قائد القوات المشتركة في مسرح العمليات" "في"، وليس "و"، وهو لقب من شأنه أن يقلص سلطاتي إلى حدٍّ كبير. لكنّ السلطات الأمريكية قَبِلتْ، في النهاية، بهذا اللقب الذي أصررت عليه. بيد أن الصحافة الأمريكية، ومَع الأسف الصحافة العربية أيضاً، لم تُظهر ذلك بالسرعة المناسبة. واستخدم الرئيس بوش نفسه هذا اللقب في خطاب التنويه الكريم الذي وجّهه إليّ بمناسبة منحي وسام الاستحقاق بعد نهاية الحرب. ولكن، على الرغم من أن ذلك الخطاب قد ألمح إلى أنني وحدتُ قوات من 14 دولة عربية وإسلامية تحت قيادة واحدة، إلاّ أنه أغفل - ربما من غير قصد - القوات غير الإسلامية التي كانت تحت قيادتي ( مثل القوات الفرنسية والتشيكوسلوفاكية والمجرية والنرويجية والفيلبينية... وقوات أخرى ).

سابق بداية الصفحة تالي