مقترحات البحث الأشكال والخرائط الصور المحتويات

مقاتل من الصحراء

حرب تحرير الكويت (تابع)

          تقدمت قواتي وقوات مشاة البحرية الأمريكية إلى الكويت على نحو سريع فاقَ كل التوقعات. فأربكتْ تلك السرعة الجدول الزمني الذي كان مقرّراً للحملة البرية. فقد كان مقرّراً أن يشنّ الفيلق السابع الهجوم الرئيسي في اليوم الثاني للقتال، متزامناً مع هجوم القوات المصرية والسعودية والكويتية في المنطقة الشمالية. وإزاء سرعة التقدم، كان لا بد من ضغط الجدول الزمني الأساسي. وكان من رأي شوارتزكوف أن يبدأ الهجوم الرئيسي فوراً حتى يتمكن التحالف من استغلال النجاح الذي تحقَّق. وعرض الفكرة عليّ فوافقت.

          لهذا السبب، غيّرنا توقيت الهجوم الرئيسي من الرابعة من صباح يوم 25 فبراير إلى الرابعة من عصر يوم 24، أي أن موعده الأول تقدَّم اثنتي عشرة ساعة. أصدرت وشوارتزكوف الأوامر اللازمة، كلٌ إلى قواته، وانتظرنا التنفيذ. لكن شيئاً لم يحدث. ظل كل شيء ساكناً. وبدت لنا، على أرض الواقع، صعوبة تغيير الجدول الزمني على نحو مفاجئ لقوة مقاتلة بهذه الضخامة.

          يقتضي تحرك قوة رئيسية في وقت معين، يطلق عليه في الاصطلاح العسكري "سعت - س"، التأكد من تنفيذ مجموعة خطوات كثيرة ومتسلسلة، يتِم بعضها بالتوالي والآخر بالتوازي، بدءاً بإرسال دوريات الاستطلاع إلى تجهيز الإمدادات، من الطعام والوقود والذخيرة، وانتهاءً بالتثبُّت من الاستعداد البدَني للقوات مثل منْحها راحة إجبارية قبل الهجوم. ومن الصعوبة بمكان على أي جيش في العالم أن يختصر تلك القائمة الطويلة من الخطوات الأساسية الضرورية.

          كان عليَّ أن أتعامل مع اللواء صلاح حلبي، قائد الفيلق المصري، وعلى شوارتزكوف أن يتعامل مع اللواء فْرِيدْ فرانكس fred franks، قائد الفيلق السابع. وكانت المصاعب التي واجهتنا متشابهة إلى حدِّ كبير.

          كنت أعلم، أن شوارتزكوف لم يكن على وفاق مع فْرِيدْ فرانكس. كان الرجلان مختلفين في كل شيء، بل قُلْ إن شئت على طَرفي نقيض. كان شوارتزكوف ضخماً، ومنفتحاً على الآخرين (منبسطاً)، سريع الغضب. بينما كان فرانكس هادئاً وأكاديمياً ومفكراً. خدم طويلاً ضمن القوات الأمريكية المتمركزة في أوروبا، إذ كان مدرباً على قتال جيوش الاتحاد السوفيتي الضخمة. كان فرانكس يحرِص على التأكد، قبل التحرك، من أن جميع أصناف الإمدادات والتموين في مكانها، وأن العدو لن يستطيع تنفيذ هجمات مضادة. ولكن قتال العراقيين يتطلب السرعة والإقدام أكثر مما يستدعي الحيطة والحذر. إذ كان جل همِّهم النجاة بأرواحهم، وليس التصدي لأعدائهم.

          بعد تخطيط عمليات درع الصحراء وتنفيذها، حلَّ اللواء صلاح حلبي محل اللواء محمد بلال، الذي كان يتميز بالحنكة السياسية، قائداً للقوات المصرية. كان اللواء حلبي قائداً ذا كفاءة عالية، إذ قاد الجيش الثالث الميداني في مصر الذي يتألف من أربع أو خمس فِرق. وكان متفهماً تماماً لطبيعة مهمته في المملكة، فدرّب قواته بكل عناية واقتدار، وحرِص على تأدية عمله بكل مهارة وإصرار.

          كان اللواء صلاح حلبي قلِقاً للموانع التي ستواجهها قواته، لا سيما الخنادق المملوءة بالنفط بعد أن يضرم العراقيون فيها النار. كان حريصاً على تقليل الخسائر، ويحسب حساباً للهجمات المضادة العراقية المحتملة، لذا تحرك ببطء.

          وفي تلك الساعات العصيبة من بعد ظهر يوم 24 فبراير، أخبرني شوارتزكوف أنه قد يرسل بعض القوات من الفيلق السابع إلى القطاع الذي تتمركز فيه قواتي في المنطقة الشمالية، لحماية الجانب الأيسر لقوات مشاة البحرية الأمريكية. لم آخذ عرضه ذاك مأخذ الجد، لاعتقادي أنه يدرك أننا سنتولى تصحيح الوضع بأنفسنا. كنت أعرف أن تغيير الجدول الزمني قد أَرْبَك خطط اللواء صلاح، لكنني طلبت منه أن يبدأ التحرك على الفور. فلم أشأ أن يسجل التاريخ أن القوات المصرية، التي يشهد لها القاصي والداني بالكفاءة و "الاحترافية"، تأخرتْ في اختراق الدفاعات العراقية.

          في تلك الأثناء، كان ما تبقّى من الفيلق الثالث العراقي قد تراجع إلى مدينة الكويت بشكل فوضوي، واشترك مع قوات الاحتلال الموجودة بالمدينة في عمليات السلب والنهب، فاستولى الجنود العراقيون على كل ما وصلت إليه أيديهم، بما في ذلك العربات العسكرية والمدنية، وتفرقوا أشتاتاً يتسابقون إلى الخروج من مدينة الكويت على الطريق السريعة الشمالية. وتوقفت حركة المرور التي كانت تسودها الفوضى والذعر بفعل الضربات الجوية التي وقَعتْ بعد ظهر يوم 26، ثم القصف العنيف في صباح يوم 27، حتى أُطلق على تلك الطريق تسمية "طريق الموت"، وكانت تلك هي النهاية المأساوية الدامية لمغامرة صدّام في الكويت

          تمكنَت فِرقة مشاة البحرية الأمريكية، قبل فجر يوم 27 فبراير، من السيطرة على مطار الكويت بعد معركة حامية، تُعَد من الاشتباكات القليلة الضارية في ذلك القطاع، ثم تحركت لتأمين منطقة المطلاع التي تشرِف على الطرق المؤدية إلى خارج الكويت وفي وقت متأخر من صباح ذلك اليوم، وبعد أن خَلتْ مدينة الكويت من الجيش العراقي المتقهقر، دخلت القوات المشتركة في المنطقة الشمالية مدينة الكويت من جهة الغرب، دون أن تعترضها أية مقاومة، ثم التحمت بالقوات المشتركة في المنطقة الشرقية، التي حقَّقَتْ أهدافها جنوب المدينة. وكانت المقاومة العراقية في تلك المنطقة شبه معدومة. تفرقت القوات العراقية بين فارِّ وقتيلِ وجريح، وأسيرٍ في قوافل الأسرى الطويلة التي اتجهت جنوباً. وكان مجموع الأسرى الذين أخَذتهم قواتي وحدها نحو 25 ألف أسير، ومجموع الأسرى الذين أخذتهم قوات التحالف 90 ألف أسير تقريباً.

          وعلى الجانب الأيسر من الجبهة، نفّذ الفرنسيون والأمريكيون والبريطانيون هجوماً تحول، في حقيقة أمره، إلى تمرين واسع النطاق ضد الجيش العراقي المتهالِك الذي فقد قدراً كبيراً من كفاءته القتالية، إن لم يكن قد فقدها كلها. فعلى سبيل المثال، اندفعت الفِرقة 101 اقتحام جوي، وتسمّى "النسور الصارخة"، نحو نهر الفرات وقامت بأكبر عملية نقل جوي بالطائرات العمودية يشهدها التاريخ، لكنها كانت ضد عدو يائس مستسلم. وفي المرات القليلة التي حاول العراقيون فيها الصمود والتصدي، انهالت عليهم نيران أسلحة التحالف الحديثة العالية التقنية من حيث لم يحتسبوا فقضَت عليهم، حتى إنهم لم يتمكنوا من رؤية أعدائهم. وكان القائد الفرنسي الفريق روكجوفر أول قائد ميداني في العصور الحديثة، على حدّ علمي، يأخذ الأسرى بنفسه! فعندما كان عائداً من إحدى جولاته الاستطلاعية في طائرة عمودية، رأى مجموعة من الجنود العراقيين فهبط بطائرته وقَبِلَ استسلامهم وأخذهم أسرى.

          كنت متردداً وشوارتزكوف في بدء الحرب البرية، قبل أن يتأكد لنا أن القوات العراقية قد استُنْزِفت بالقدر الكافي بفعل الحملة الجوية. وفجأة، تغيرت الحال، بعد أن بات واضحاً أن العراقيين قد خارَتْ قواهم، فأردنا التعجيل بالعمليات البرية. كانت هناك صيحة يتردد صداها في أرجاء مركز العمليات: "تقدم، طارد، استغل النجاح". أصبحت المهمة الأساسية للحملة البرية هي أخْذ الأسرى ودفْن الموتى. لذا، أَلْحقت، قبل الحرب البرية، على كل لواء أو كتيبة أمريكية أو بريطانية أو فرنسية حضيرة (جماعة) من الجنود السعوديين قوامها 12 فرداً، مهمتهم دفْن القتلى العراقيين حسبما تقتضي الشريعة الإسلامية.

          عندما وصلت القوات المشتركة، في المنطقتين الشرقية والشمالية، إلى مشارف مدينة الكويت أصدرتُ الأوامر إلى كلِّ من اللواء سلطان المطيري، قائد مركز القيادة المتقدِّم في المنطقة الشرقية، واللواء سليمان الوهيب، قائد مركز القيادة المتقدِّم في المنطقة الشمالية، في شأن ثلاثة أمور عسكرية ذات مغزى سياسي:

          الأمر الأول وهو أهمها، أن يشكل اللواء سلطان "قوة واجب" تضم وحدات ممثِّلة للمملكة وباقي دول مجلس التعاون الخليجي، ويشكل اللواء سليمان، هو الآخر، "قوة واجب" تضم وحدات ممثِّلة لمصر وسوريا والكويت والمملكة. وكانت مهمة "قوّتَيْ الواجب" هاتين دخول مدينة الكويت من الجنوب والغرب حيث تتقابلان في مكان محدَّد سلفاً بالقرب من وسط المدينة. والهدف من هذا الأمر هو التأكد من وجود وحدات ممثِّلة لكل القوات العربية التي اشتركت في عملية التحرير. كنت أرغب في أن تحظى كل الدول، بالتساوي، بشرَف مهمة تحرير مدينة الكويت فلا تَدّعي دولة، فيما بعد، أنها هي التي قامت بالمهمة منفردة، أو أنها كانت الأسبق إلى دخول المدينة قبل غيرها من الدول.

          الأمر الثاني، منْع القوات السعودية من التمركز في منطقة الجهرة، وهي منطقة غربي مدينة الكويت شهدت مناوشة عام 1920 بين الكويتيين والإخوان(*) الذين كانوا يتبعون الملك عبدالعزيز. وحتى لا أُثير الذكريات القديمة من مكامِنها أسندت إلى القوات المصرية مهمة دخول ذلك القطاع.

          أمّا الأمر الثالث، فمنعت بموجبه قِطَع البحرية السعودية من الاقتراب من بعض الجزر القريبة من الشاطئ، حيث كانت السيادة عليها لا تزال محل تفاوض بين المملكة والكويت. ولم أشأ أن يعتقد أحد أننا نستغل الموقف لمصلحتنا.

          أصدرت تلك الأوامر الثلاثة من موقع مسؤوليتي قائداً للقوات المشتركة، ولكنها في جوهرها كانت أبعد معنّى وأعمق مغزًى، مما يصدره القادة في الحروب عادة من أوامر أو قرارت. كانت ترجمة صادقة لتبعة الثقة الكاملة التي أَولاًني إياها صاحب السمو الشيخ جابر أمير الكويت ولا يزال صداها يتردد في أذني "أنت تفصل، وحِنّا نلبس". كما كانت، قبل ذلك، تأكيداً لثقة مليكي بقيادتي وبأني لن أَزُجَّ بالمملكة في حساسيات، كنّا في غنىً عنها في تلك الظروف. كانت الأوامر الثلاثة، في معناها ومبناها، تجسيداً للأمانة التي أنوء بحمْلها مجاهداً ألاّ أكون إزاءها ظلوماً أو جهولاً.

          دخلت القوات المشتركة مدينة الكويت تصاحبها قوات المقاومة الوطنية الكويتية، التي ظهرت علناً على مسرح الأحداث بعد رحيل العراقيين، وسط هتافات وتصفيق وتهليل الجموع المبتهجة من السكان الذين مروا بمِحْنَة قاسية تعجز عن وصفها الكلمات.

          دُهشتُ حين أخبرني شوارتزكوف، صباح يوم 25 فبراير، أنه من المحتمل أن يتلقّى، بعد قليل، أمراً من الرئيس بوش بوقْف الحرب. صحيح أن القوات العراقية، في ذلك الوقت، كانت تلُوْذُ بالفرار من الكويت ولكن معارك التحالف مع فِرق الحرس الجمهوري العراقية إلى أقصى الغرب، لا تزال حامية الوطيس، كما كان جزء كبير من آلة صدّام العسكرية لا يزال سليماً لم يلحَق به أذى. وفي ذلك الوقت، تسبَّب سقوط صاروخ سكود عراقي على الثكنات الأمريكية في الظهران، بشكل غير مباشر، بتأجيل إعلان وقف إطلاق النار لبضعة أيام. ولم يصدر قرار الرئيس بوش بوقْف العمليات العسكرية إلاّ في الثامنة من صباح يوم 28 فبراير، وحتى ذلك الوقت كان هناك من يرى أن إطالة أَمَد الحرب 24 ساعة أخرى كان من شأنه إتمام نصر التحالف وإبرازه.

          كانت الحرب البرية أسهل بكثير مما تخيلنا. فلم يكن ثمة وجه للمقارنة بين القوات على الجانبين. كان في الجانب العراقي جنود مجنَّدون تجنيداً إلزامياً، وغير مدربين، ويتقوقعون في مواقع دفاعية ثابتة دون غطاء جوي، انقطعت بهم السبُلُ، حتى قبل أن تبدأ الحرب البرية، حين تعرّضوا للتدمير بسبب أعنف حملة جوية في تاريخ الحروب. أمّا في جانبنا فكان هناك، فضلاً عن الجيوش الأخرى، الجيش الأمريكي الذي بُني ليحارب السوفيت ويهزمهم، والذي أُعِيدَ تشكيله بل تحديثه على نحو جذري، بعد حرب فيتنام سواء بالعقائد القتالية الجديدة، أو بأحدث تشكيلة من أنظمة الأسلحة والمعدات المتقدمة، مثل طائرات أواكس وقاذفات ستيلث، وطائرات wild weasels وصواريخ توماهوك وعربات القتال برادلي ودبابات miai ونظام تحديد المواقع gps ، وغير ذلك الكثير.

          غَدَت خطوط الإمداد على الجانب العراقي مقطوعة، وأضحت البنْية الأساسية للاقتصاد العراقي محطّمة. أَمّا في جانب التحالف، فلم تتأثر عمليات نشْر القوات والإمدادات بأية عمليات عدائية. كانت عمليات التفريغ في الموانئ تتم بيُسْرٍ وسهولة بفضل المعدات الحديثة المتوافرة فيها، حتى مخازن الإمدادات الأمامية نفسها، لم تكن في حاجة إلى حماية.

          وربما كان الفرق الرئيسي بين الجانبين يكمُن في القيادة نفسها. ففي العراق زعيم بات واضحاً، منذ بداية الأزمة، أن نظرته إلى الأمور برُمَّتها كانت خاطئة كل الخطأ. ويبدو أن صداماً كان يعتقد أننا لم نكن جادين في أمر الحرب، وأن التحالف لن يُقدِم على مهاجمته، وأن في وسعه أن يجتاز الأزمة، بل يخرج منها بكسب سياسي. وإلاّ فكيف نجد تفسيراً آخَرَ للعجز الكامل الذي حلَّ به بعد غزوه الكويت؟ فما أن احتلها حتى شرع يتخندق ويتخذ مواقع دفاعية! فشل في استغلال لحظات الضعف التي مرت بالتحالف، سواء في بداية الأزمة، قبل النشْر الكثيف للقوات الجوية والبرية، أو قرب نهاية شهر يناير، حينما كانت قوات التحالف تتحرك إلى مواقعها الهجومية التي ستنطلق منها لشنّ الحرب البرية. وفي جانب التحالف، كان القادة السياسيون، مثل الملك فهد والرئيس بوش مصمِّمين على إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل الغزو، في منطقة الخليج الحيوية، ومصمّمين كذلك على القضاء على الأخطار التي يمثلها العراق في عهد صدّام على أمن المنطقة كلها. كانوا على أتم استعداد للتضحية في سبيل إنجاز تلك المهمة بكل مرتخَص وغالٍ.

          ومع ذلك، فعندما توقف القتال لم يكن الانتصار كاملاً. فعلى الرغم من أن الفيلق الثامن عشر تحرك مسرعاً، إلاّ أنه لم يتحرك بالسرعة الكافية. كما أن الفيلق السابع لم ينجح في استكمال تدمير الحرس الجمهوري. لذا أفلت صدّام من الخِناق. ونجح 100 ألف جندي من القوات العراقية، وبينهم وحدات كاملة من الحرس الجمهوري، في الفرار إلى البصرة ومن ثَم من طريق شط العرب إلى القرنة، بينما هرب بعض القوات عبر هور الحمّار. واختفت فِرق عراقية كاملة في الركن الشمالي - الشرقي من المسرح. كنّا نعتمد في معرفة مثل هذه الأحداث، بصورة كبيرة، على المعلومات التي تزودنا بها الاستخبارات الأمريكية. ولكن لم يصدر بيان رسمي، يوثَق به، في أمر تقدير الخسائر، وعَمِيَتْ علينا الأنباء. وفي حقيقة الأمر، لم تتوافر لدينا معلومات دقيقة عما حدث في الجناح الأيسر من الحملة البرية. وساد شعور، عند نهاية الأزمة، بأن الولايات المتحدة لم تكن صريحة في شأن المعلومات، وأنها كانت تحتفظ بقدر كبير منها لنفسها. وربما كان ذلك الأسلوب هو النهج المتوقَّع في التعامل مع قوة عظمى.

سابق بداية الصفحة تالي